واقعـــــة الـــطــــف
بين السائل و المجيب
الإهداء
إلى كعبة الزائرين و ملجأ الخائفين
إلى من بكته الأرض والسماء
إلى فخر العرب و العجم
إلى المقتول صبراً
سيدي و مولاي قدوة الثائرين
أبي عبد الله الحسين " عليه السلام "
المقدمة
" و لا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً بل أحياء عند ربهم يرزقون " .
إن معركة الطف و نتائجها و تضحية الإمام الحسين " عليه السلام " بكل ما ضحى تمثل إحدى قضايا الإسلام الكبرى و منذ قيامها لحد الآن لم تجف الأقلام عن تحليلها و دراستها كما أن المفكرين و الفلاسفة و علماء الاجتماع بل حتى الناس البسطاء ما زالوا ينتهلون من عذب مُثلها .
و من هذا المنطلق أردنا أن ندلوا بدلونا في الانتهال من هذا النور الإلهي الذي مثله الإمام الحسين " عليه السلام " و ثورته العظيمة و مستقاة من عدة مؤلفات للسيد الشهيد الصدر المقدس " رض " لما يمثله المولى المقدس من نبع صافي لمن يريد الارتواء و لأن سماحته ممن تأخذ من علمه و آرائه و أنت مطمئن القلب و العقل و الضمير .
فحاولنا في هذا الجهد البسيط أن تكون الأجوبة قدر الامكان شاملة و لكن أنى لعقولنا القاصرة أن تحيط بحكمة الطف كلها و عظمة الحسين " عليه السلام ".. لذلك فقد تكون هناك إجابات و آراء اخرى غير موجودة في هذا الكتيب و تصلح جواباً لكثير من الأسئلة و لكن العذر عن سهو القلم و قصور المعرفة و الله من وراء القصد .
س1/ من هم الأشخاص الثلاثة الذين أوصى معاوية ابنه يزيد (عليهما اللعنة ) بأخذ البيعة منهم في المدينة المنورة ؟
الجواب /
1. الحسين بن علي " عليهما السلام ".
2. عبد الله بن عمر .
3. عبد الله بن الزبير .
س2/ إن لكربلاء و هي الأرض التي شرفها دم الحسين " عليه السلام " عدة أسماء أخرى فما هي ؟
الجواب /
1. الطف
2. الغاضرية
3. نينوى .
س3/ من هما سفيرا الإمام الحسين " عليه السلام " لأهل الكوفة ؟
الجواب /
1. مسلم بن عقيل
2. قيس بن مهر الصيداوي .
س4/ ترك الإمام الحسين " عليه السلام " فريضة لأجل فريضة أخرى ؟
الجواب /
لقد ترك الإمام الحسين " عليه السلام " فريضة الحج لأجل الفريضة الأهم ألا وهي فريضة الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر و إصلاح الأمة و قول الحق بوجه الطغاة المتجبرين .. مع الملاحظ انه لم يخرج من إحرام الحج إلا بعد أن عدل بنيته إلى عمرة مفردة فأداها و أحل من إحرامه .
س5/ صحابي و عالم من علماء زمانه أفتى بقتال الإمام الحسين " عليه السلام " ؟
الجواب /
ذلك هو شبث بن ربعي الذي أول حديث النبي "صلى الله عليه و آله" ( الخارج على إمام زمانه يُقتل ) فأعتبر إن الحسين " عليه السلام " خارج و باغي على إمام زمانه يزيد فيجوز قتاله و قتله .. و إنا لله و إنا إليه راجعون .
س6/ " التارك للتقية كالتارك للصلاة " كما ورد عن أهل بيت العصمة " عليه السلام " فهل ترك الحسين " عليه السلام " العمل بالتقية بخروجه على بني أمية ؟
الجواب /
1. ان التقية هي حفظ النفس للحفاظ على الدين فإذا تعرض الدين للضياع فلا موجب لحفظ النفس فما فائدة النفس بدون وعي و التزام .
1. ان خروج الحسين " عليه السلام " هو أمر الهي فلا مكان هنا لحكم التقية .
2. قد يقال ان التقية واجبة تخييرياً لذا لم يعمل الكثير من الصحابة بها كسعيد بن جبير و حجر بن عدي و رشيد الهجري و زيد الشهيد و ميثم التمار و غيرهم .
3. و قد تكون واجب إلزام و لكن حصل تزاحم بين مهم و أهم فاختار الأهم و هو حفظ الدين .
س7/ إن أوربا الكافرة هي السبب الرئيس في قتـل الأمــــام الحــســــين " عليه السلام "! وضح ذلك ؟
الجواب / و ذلك لأن الذي أشار على يزيد " لع " بوجوب قتل الحسين " عليه السلام " لبقاء الحكم له هو سرجون بن منصور و الذي هو مستشار يزيد "لع " و هو مسيحي و كان و أبوه عملاء للدولة البيزنطية و تنفذ أوربا الكافرة آنذاك مخططاتها من خلال هؤلاء العملاء و ما يقدمونه من مشورات خبيثة لحكام المسلمين .
س8/ من الذي قتل الحسين " عليه السلام " ؟
الجواب /
1. القتلة المباشرون و قد ذكر المؤرخون شخصيات كثيرة منها شمر بن ذي الجوشن و سنان بن أنس و خولي بن يزيد و الحصين بن نمير و الأرجح بهم هو الأول الذي احتز رأسه .
2. القتلة غير المباشرون و هم أصناف : أ) الذين أمروا بقتل الإمام الحسين " عليه السلام " منهم يزيد و عبيد الله بن زياد و عمر بن سعد "لع". ب ) الذين تآمروا على الاسلام و ابتغوا قتل الاسلام بقتلهم الإمام الحسين " عليه السلام " منهم اليهود و النصارى كما فعل سرجون العميل للدولة البيزنطية .
3. كل من رضي بفعل يزيد الى زماننا هذا لقد قتل الحسين " عليه السلام " من طغاة و متجبرين و تاركين للدين و الفضيلة و الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر .
أي ان إمامنا قد قُتل بسهام حب الدنيا و برماح البغض و الانانية و نيران الغرائز و الشهوات و بظمأ التقاعس عن نصرة الحق و بحجر الجبن و الخذلان و بسيف الظلم و الجور و العدوان و هذا موجود في كل مكان و في كل زمان .
س9/ " حسين مني و أنا من حسين " ما معنى هذه العبارة ؟
الجواب /
بحسب ظاهر هذه العبارة يمكن فهم ما يلي :
1. (حسين مني ) أراد الرسول " صلى الله عليه و اله " أن يثبت أنه أحد أولاده بل انها ذريته و إن لم تكن من صلبه مباشرة .
- ( من ) حرف جر في اللغة العربية و يفيد التبعيض ، فهذا يعني إن الحسين هو بعض الرسول " صلى الله عليه و اله " فقتل الحسين " عليه السلام " يعني قتل بعض الرسول " صلى الله عليه واله" بل قتله كله " صلى الله عليه واله" .
- و ان الرسول " صلى الله عليه واله" هو الحق و الحسين " عليه السلام " منه فهو على حق أيضاً فكل من عاداه هو الباطل و كل من آذاه و قتله فقد قتل الرسول و الاسلام و هذه حجة اخرى على أعداء الامام الحسين " عليه السلام " قبل إقدامهم على قتله.
- ورد في الرواية ان الامام الحسين " عليه السلام " رضع من إبهام جده الرسول " صلى الله عليه واله" لذا فهو منه " صلى الله عليه واله" .
2. و انا من حسين
- امتداد الرسالة المحمدية و انتعاش الاسلام كان بفضل كربلاء الحسين فالرسول نهض برسالته من جديد بثورة الحسين " عليه السلام ".
- ورد في الحديث عنه " صلى الله عليه واله" ( اني تارك فيكم الثقلين كتاب الله و عترتي اهل بيتي ما ان تمسكتم بهما فلن تظلوا بعدي ابدا ) و عترة الرسول جاءت من نسل الامام الحسين " عليه السلام " فهو أبو الأئمة و التي هي عِدل القران فهذا يعني استمرار منهج الدعوة الاسلامية من الحسين " عليه السلام " .
س10/ موقف لزينب " عليها السلام " يبين أهمية صلاة الليل ؟
الجواب /
و ذلك بأن الامام السجاد " عليه السلام " رأى ليلة الحادي عشر عمتـه زينـــــــب " عليها السلام " و هي تصلي من جلوس فسألها عن ذلك فقالت (يابن أخي لا طاقة لي على القيام ) فأنظر أيها المحب و ايها الموالي فرغم ما جرى عليها في كربلاء إلا ابن بطلة كربلاء لم تترك صلاة الليل .. فهل نحن متعظون و مقتدون بها " سلام الله عليها " ؟
س11/ ما هو الاسم الصحيح لـ " سكينة " بنت الحسين " عليهما السلام " بفتح أم بضم السين ؟
الجواب /
أن اسمها ليس مصغراً " سُكينة " كما يلفظه العامة و المشهور . و إنما هو مكبر " سَكينة " مأخوذاً من القران الكريم : ( فأنزل السَكينة عليهم ) و يعني هي السكينة النازلة تشبهاً . و أما المصغر فهو أنثى الحمار بنص اللغويين و منهم ابن منظور في لسان العرب . و هذا مما يجهله المثقفون و المتفقهون من الناس مع الأسف و لا يحتمل أكيدا أن الحسين " عليه السلام " يجهله .
س12/ اثنان من شهداء الطف لهما ميزتان اختلفا بهما على باقي الشهداء ! من هما و ما ميزتهما ؟
الجواب /
الحر بن يزيد الرياحي و بكر بن علي بن أبي طالب حيث انهما لم يحزا رأسهما و كذلك لم يدفنا مع باقي الشهداء في داخل الضريح حيث ان الحر الرياحي رفضت عشيرته " بنو تميم " أن يحز رأسه و قاموا بحمله و دفنه بعيداً . و أما بكر بن علي فقد جرح في المعركة و أخذته الفرس إلى المكان الذي هو فيه الآن و استشهد بعد أيام قلائل هناك .
س13/ ورد في الروايات و حتى في بعض الزيارات " فخرجن من الخدور ناشرات الشعور على الخدود لاطمات و للوجوه سافرات و بالعويل واعيات و بعد العز مذللات و إلى مصرعك مبادرات " ... فهل هذا يليق بنساء الحسين " عليه السلام " الذي ضحى بدمه الطاهر من اجل الدين و العفة ؟
الجواب /
ليس في الامر و لا في الرواية بالمرة انهن كن ناشرات الشعور أمام الرجال الاجانب .. بل كن كذلك في مجتمعهن الخاص اعني النساء امام بعضهن البعض .
ثم ان زينب " عليها السلام " و باقي نساء الركب هنَّ كنَّ المضحيات و اللاتي قدمن َّ أعزائهن في سبيل دين الله " عز و جل " حتى قالت عقيلة الطالبيين بعد استشهاد اخيها الحسين " عليه السلام " ( اللهم تقبل منا هذا القربان ) .. فهل يعقل و هي بهذا الثبات و الإيمان ان تغفل عن الحجاب الشرعي أو تسمح بهتك هذا الحجاب . ؟ حاشاها الله .
فكل رواية تعارض هذا الطرح غير مقبولة جملةً و تفصيلاً .. فاتقوا الله في اهل بيت رسوله " صلى الله عليه و اله " و حرمهم ..
س14/ هناك سورة في القران من واضب على قراءتها كان ثوابه ان يحشر مع شهداء الطف ؟
الجواب /
السورة هي " الفجر " و كان الإمام الحسين " عليه السلام " يقرأها كل أثنين و سميت هذه السورة بـ ( سورة الإمام الحسين ) و ذلك لأن الآية الأخيرة متعلقة بالامام الحسين " عليه السلام " ( يا ايتها النفس المطمئنة ارجعي الى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي و ادخلي جنتي ) .
س15/ ورد عن زينب " عليها السلام " أنها قالت ( بأبي من اصبح رحله يوم الاثنين نهباً .. ) و المروي ان الحسين " عليه السلام " استشهد يوم الأربعاء ؟
الجواب /
لقد أرادت " سلام الله عليها " أن تشير الى حادثة كانت هي السبب في قتل الإمام الحسين " عليه السلام " و هي (يوم السقيفة ) و العلاقة واضحة لأن السقيفة كانت فاتحة الرزايا لمصائب العالم أجمـــــع و لأهــــل البيــت " عليهم السلام " خاصة .
س16/ كم إماماً معصوماً حضر في معركة الطف ؟
الجواب /
ثلاثة أئمة و هم الحسين " عليه السلام " و الإمام السجاد " عليه السلام " و الإمام البــاقــر " عليه السلام " الذي كان عمرهُ أربع سنوات .